يفكر ويفكر ويفكر !

كتبها : ابراهيم الكعبي في الأربعاء، 31 مارس 2010 | 0 التعليقات

كان يفكر دائما .. قبل أن يتناول شربة ماء يفكر .. قبل أن يتنسم بعض الهواء يفكر .. وقبل أن يصعد الرصيف يفكر .. وبعد أن يصعد الرصيف يفكر .. هو هكذا دائما مستغرق في التفكير .. ودائما يحسب الحسابات قبل أي قرار مهما كان تافها .. يفكر في السلبيات والإيجابيات ويطيل التفكير إلى درجة أنه حين يصل إلى قرار يكتشف أن الأمر قد إنقضى بذاته ولا حاجة لقرار بشأنه .. !!


ولأنه دائم التفكير فإنه نادرا ما يتحرك … وقليلا ما يفعل شيئا .. حتى أنه كاد أن يتوقف عن ممارسة تفاصيل الحياة حتى أبسطها .. وهذا الوضع تعاني منه عائلته .. فالحياة لا تحتاج إلى تفكير فقط .. بل تحتاج إلى جهد وعمل وإنتاج أيضا .

وعندما تناقشه يجد لنفسه المبررات .. فالله قد منحنا عقلا ميزنا به عن باقي المخلوقات .. ولذلك يجب علينا إستخدامه .. وعدم إستخدام العقل يوقع في المهالك والمتاعب .. هذا منطقه .. وهذا صحيح ولكن إلى درجة معينة .. فالتفكير يجب أن يصل إلى نتيجة وبسرعة .. لا أن يدور في الفراغ .

لكن صديقي لا يقتنع .. وربما مازال يفكر في نصيحتي له !! .. ولم يصل بشأنها إلى قرار حتى الأن .. وقطعاً وكعادته لن يصل إلى أي قرار .. ولم أفعل سوى أنني أعطيته سبباً جديد للتفكير والتفكير ثم التفكير ..!!

وكانوا ينتقدون أحدهم بالقول أنه مشلول التفكير .. ولكن صاحبي ننتقده لأن عقله قد شل بدنه !! .. فهو أيضا مشلول التفكير .. طالما أن تفكيره يدور في حلقة مفرغة لا تثمر فعلاً إيجابياً .. وهو بذلك أقرب إلى الشخصية المترددة لا إلى الشخصية المفكرة التي يحلو له أن يصف بها نفسه ! .. وأملي ألا يصل الضيق بعائلته من عقله “النشيط” إلى قرار سريع بالتخلي عنه !